سلس البول النهاري

سلس البول النهاري

ما هو سلس البول النهاري؟

يعرف سلس البول النهاري بأنه تسرّب البول غير الإرادي (خارج قدرة الطفل على التحكم) مرتين أو أكثر شهرياً أثناء النهار، بغض النظر عن الكمية. قد يكون التسرّب مستمراً أو متقطعاً خلال اليوم. كمية البول المتسربة تتراوح من قطرات صغيرة في الملابس الداخلية إلى كميات أكبر تلوث الملابس أو مكان الجلوس. وعلى الرغم من أن كمية التسرّب قد تختلف باختلاف كمية السوائل المتناولة أو النشاط البدني، إلا أن حتى قطرة واحدة من التسرّب غير الإرادي تستدعي التقييم من قبل أخصائي جراحة المسالك البولية للأطفال.

ما هي الأسباب؟

يمكن أن يحدث سلس البول النهاري عند الأطفال لأسباب متعددة وقد يكون مؤشراً على أمراض مختلفة. يجب أولاً أن يحدد الطبيب المختص ما إذا كان السبب فيزيولوجياً أو تشريحياً أو عصبيّاً أو نفسيّاً/سلوكيّاً (مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه). من الأسباب الشائعة: التشوهات الخلقية للمسالك البولية (مثل حالب خارجي للموقع، أو انبثاق المثانة)، داء السكري، فرط نشاط المثانة (سعة منخفضة)، الشعور المفاجئ وغير المنضبط بالرغبة في التبول، التهابات المسالك البولية، بقايا البول بعد التبول، سلوك حبس البول، الإمساك، المثانة العصبية (السنسنة المشقوقة، الشلل الدماغي، إصابات الحبل الشوكي)، واضطرابات النمو.

ما مدى شيوعه؟

على عكس الاعتقاد الشائع، فإن سلس البول النهاري عند الأطفال شائع ولكنه غالباً ما يُتجاهل أو يُوصم بالعار. تشير الأبحاث إلى أن انتشاره يتراوح بين 2.1% و21.8%. في دراسات أجريت في تركيا، لوحظ أنه يصيب نحو 8 من كل 100 طفل. وتكون نسبة حدوثه لدى الفتيات ضعف مثيلتها لدى الأولاد، ويظهر عادة في سن المدرسة الابتدائية والمتوسطة (6–14 عاماً).

هل يمكن اعتبار سلس البول النهاري طبيعياً؟

وفقاً لأحدث إرشادات الجمعية الدولية للقَطْع الطِّفلِي والهيئة الأوروبية للمسالك البولية، يجب تقييم الأطفال الذين أتموا الخامسة من العمر ويعانون سلس البول النهاري مرة واحدة على الأقل شهرياً لمدة ثلاثة أشهر على الأقل وعلاجهم في أقسام المسالك البولية للأطفال. إذا كان الطفل دون 5 سنوات فقد لا تكون لديه القدرة المثانية الناضجة كلياً، لكن لا بد من تقييم الحالة طبية لتفادي أي أمراض كامنة. لذا فإن توعية الأهل للكشف المبكر أمر بالغ الأهمية.

ما هي الفحوصات المطلوبة للتقييم؟

أولاً، يجب تقييم السبب وشدة سلس البول من قبل الطبيب المختص عبر أخذ تاريخ مرضي مفصل وفحص جسدي. يتضمن التاريخ الطبي: الأدوية، العمليات السابقة، عادات التبول والتبرز، التغذية والسوائل، التدريب على الحمام، ووجود مشاكل نفسية مصاحبة. يشمل الفحص الجسدي فحص الأعضاء التناسلية والمنطقة القطنية وقد يُطلب تصوير بالرنين المغناطيسي عند الضرورة.

  • تحليل البول وزراعة البول للتحري عن عدوى.
  • تحاليل دمية لتقييم الالتهابات والاضطرابات الأيضية ووظائف الكلى.
  • الموجات فوق الصوتية للكلى والمثانة للكشف عن توسّع الكلى وبقايا البول وسماكة جدار المثانة وكتل البراز.
  • اختبار قياس تدفّق البول (Uroflowmetry) باستخدام نظام مقاعد ذكي لمراقبة سرعة وكمية البول.
  • يوميات المثانة (مذكّرة التبول لمدة يومين) لتسجيل عدد مرات التبول وحجم البول وعدد النوبات النهارية والكمية ونوعية السوائل.
  • يوميات الأمعاء (مذكّرة التبرز لمدة سبعة أيام) عند الاشتباه بالإمساك.
  • اختبار ديناميكا البول (Urodynamics) لقياس ضغط وسعة المثانة عبر قثطرة صغيرة.
هل يمكن أن يكون السبب نفسياً؟

نعم، في بعض الحالات النادرة قد يكون سلس البول النهاري لدى الأطفال له أسباب نفسية أو سلوكية. تشمل العوامل: التغيرات الأسرية (طلاق، انتقال، مولود جديد، وفاة)، ضغوط المدرسة، مشاكل العلاقات مع الأقران، والأحداث الصادمة (تعرّض لإساءة جسدية أو جنسية، عنف أو تنمّر). في هذه الحالات يُضاف الدعم النفسي إلى علاج المسالك البولية للأطفال لضمان سرعة وأمان التعافي. مع ذلك، يجب تذكّر أن 95% من الحالات لها أسباب بولية عضوية و5% فقط نفسية.

ما هي خيارات العلاج؟

يعتمد علاج سلس البول النهاري على الأعراض المرافقة، والأسباب الكامنة، وشدة التسريب. من الخيارات:

  • التّدريب البولي والمعوي (Urotherapy): تعليميات تغير سلوكيات التبول والتغذية بالشراكة مع مختصّي العلاج الطبيعي للأطفال.
  • العلاج الدوائي: أدوية مريحة لعضلة المثانة (مضادات الكولين)، أو محفّزات عضلية، وأحياناً مضادات حيوية وقائية لدى حالات الالتهابات المتكررة.
  • إعادة تأهيل عضلات قاع الحوض: تمارين موجهة وتقنية التغذية الراجعة البيولوجية لتحسين التحكم بالعضلات.
ماذا يحدث إذا تأخر العلاج أو لم يُعالج؟

تأخير علاج سلس البول النهاري قد يؤثر على نفسية الطفل فيُضعِف ثقته بنفسه ويؤدي إلى العزلة الاجتماعية والانطواء والقلق والحزن، مما يزيد من تعقيد المشكلة ويطيل مدة العلاج. كما قد يتفاقم التسريب ليؤدي إلى سلس برازي أو صعوبات في التبرز، ولسوائل البول المتبقية خطر على الكلى مع مرور الزمن.